تكنولوجيا

هذه هي أضرار الواتساب

واتساب

واتساب

‘الواتساب’ اقتحم حياتنا بسرعة، لا يفارقنا أبدا ومن دونه قد نضيع وكأنه الهواء بالنسبة لنا. مميزاته كثيرة فهو يتيح لنا التواصل مع الأصدقاء والأهل ويسهّل شؤون العمل كما يمنحنا فرصة مشاركة تفاصيل حياتنا مع من نريد. ولكن سلبياته أكثر بكثير اذا تحوّل الى هوس وتعلّق أعمى لا يميّز بين المنطق والجنون .

ومن سلبيات ‘الواتساب’ أنه ينتهك حياتنا الخاصة. فيمكن لأي شخص غريب أن يتواصل مع من يشاء بهدف التسلية. ويلجأ بعض الشباب الى حفظ أرقام غريبة على هواتفهم واذا كانت صاحبة الرقم فتاة تبدأ عملية التحرش عبر ‘الواتساب’ خصوصا أنه متاح للجميع لأن استخدامه مجاني ويقدّم خدمات عدة كالصور والفيديو والتسجيلات الصوتيّة..

من السلبيات أيضا أمورٌ غريبة نلاحظها في الجلسات مع الأصدقاء والأهل. عيونٌ شاخصة نحو الهواتف، أنامل تكتب حروفا مبعثرة ، البعض يترقّب رسالة من أحدهم ، ومنهم من ينسى أنه محاط بأهله وأصدقائه فينكبّ على كتابة الرسائل، يضحك ويتكلم لوحده. الجلسات مع الأصدقاء أصبحت صامتة، تقاطعها أحيانا ابتسامات مصدرها رسائل ‘الواتساب’. اذا أردت أن تشكي همك لصديقك ، قد يعترضك ‘الواتساب’ ليقول لك ‘أنا موجود’ واذ بصديقك يدير ‘الأذن الطرشة’ فيستمع حينا وبين جملة وأخرى يتفقد ‘الواتساب’. حتى الخلافات بين العشاق تندلع أحيانا من خلال ‘الواتساب’ لتتمّ المصالحة أيضا من خلاله . وفي الأعياد، نتجنب زيارة الأقارب وما حاجتنا الى ذلك ان كنا نستطيع معايدتهم من خلال رسائل جميلة عبر الواتساب وليس Face to face.

إقرأ أيضاً:  سيارة تنتج الأوكسيجين !

هذه الظاهرة طالت أيضا عناصر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي خلال الخدمة ما دفع بالمديرية الى اصدار تعميم، قضى بمنع استعمال الهاتف خلال الخدمة. وأمرت المديرية بمراقبة العناصر خلال تأديتهم وظيفتهم، ولا سيما أولئك المكلفين حراسة السجون وتسيير السير.

المديرية العامة للامن الداخلي وضعت حدا لاستخدام ‘الواتساب’ خلال الخدمة. ولكن من يضع حدا لهوسنا؟ من سيمنع المواطنين من استخدام ‘الواتساب’ أثناء القيادة لأن ما يفصلنا بين الحياة والموت لحظة واحدة. من سينبّهنا الى ضرورة عدم الالتهاء بالواتساب بينما يكلمنا أحد لأن ذلك يدل على قلة احترام للآخر. وأكثر..من يذكرنا أن ما بعد ‘الواتساب’ و’الفايسبوك’ و’تويتر’ وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، هناك حياة اجتماعية علينا ان نعيشها بحلاوتها ومرّها. هناك أصدقاء استبدلناهم بالانترنت و عالمchatting وهناك اهتمامات وأولويات رميناها في عالم النسيان. كثيرون هجروا هواياتهم ومواهبهم واستسلموا لعصر السرعة والسطحية. حتى ان معظمنا نسي كتبه المفضلة في الأدراج وقد تآكلها الغبار فاصبحت كنزا لا نلتفت اليه الا نادرا لأن جيل اليوم هو ببساطة جيل ‘الواتساب’ و’الفايسبوك’.

إقرأ أيضاً:  إخفاء محادثات واتساب دون حذفها - شرح الطريقة الصحيحة بالصور

هذه الظاهرة لم تعد مهمة فقط على الصعيد الفردي. بعض الدول تخشى هيمنتها على المجتمعات ومنها من يسعى الى حظرها. في ايران، منع الرئيس الايراني حسن روحاني مشروعاً بحظر خدمة الرسائل الفورية ‘واتساب’، إثر جدال مع لجنة الرقابة على الإنترنت. وانقسمت الأراء بين مؤيد لمشروع حظر ‘الواتساب’ ومعارض له اذ يعتبر كثيرون ان الحل لا يكون بعزل الشباب وتقييد حريتهم بل في استيعابهم ونشر ثقافة تبعدهم عن الانقياد الأعمى وراء عالم الانترنت لتصبح التكنولوجيا وسيلة لتقدم المجتمعات.

وسائل التكنولوجيا على أنواعها أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا حتى أن الاستغناء عنها يشبه ضربا من ضروب الخيال. نحن فقط من نحدد الى أي درجة قد نستفيد منها والى أي حدّ قد تسيطر هي علينا.. (ريما عبد النور في للنشر)

أكتب تعليقك ورأيك