تكنولوجيا نوكيا

مايكروسوفت تشتري نوكيا بعد انهيارها !

نوكيا

نوكيا

انتهى الحال بشركة “نوكيا” الفنلندية التي كانت تهيمن على سوق الهاتف الخليوي قبل أقل من 10 سنوات، الى أن تباع بـ7.2 مليارات دولار لـ”مايكروسوفت” الأميركية. ما الذي جرى للشركة التي كانت يوماً فخراً لفنلندا؟ ولماذا قررت “مايكروسوفت” الإستحواذ عليها؟
كلما شغلت جهازاً من أجهزة الهاتف الخليوي التي تنتجها “نوكيا”، كان يرحب بك بالطريقة ذاتها: عرض الشعار الشهير ليدين تمسك إحداهما بالأخرى. وهذا ما تميزت به “نوكيا” لأكثر من جيل كامل قادت خلاله البشر خطوة بخطوة على طريق ثورة الإتصالات الخليوية. أدخلت “نوكيا” فكرة إبدال أوجه الهواتف ببدائل ملوّنة وأنيقة قبل سنوات من رواج موضة الصور وأنظمة التشغيل التي يمكن تغييرها بسهولة. وقبل 12 عاماً من استحداث لعبة الطيور الغاضبة Angry Birds، كانت “نوكيا” قد أتحفت مستخدمي أجهزتها بأفضل لعبة للخليوي على الإطلاق، لعبة الثعابين أو Snakes. ولم تكن “نوكيا” الشركة الأولى التي تطرح الهواتف الخليوية، ولكنها كانت الأولى التي نجحت في هذا المسعى نجاحاً باهراً والأولى التي حظت بشعبية طاغية. كانت “نوكيا” راضية عن نفسها وعن أدائها، ولكن كل ذلك انتهى فجأة بحادثة واحدة، بدأت “نوكيا” بالتراخي، فقد كانت تشعر بأنها لا يمكن ان تخطىء. ولكن، فجأة في كانون الثاني 2007، صعد المؤسس الراحل لشركة “آبل” ستيف جوبز على المسرح وأخرج من جيبه أول هاتف “آي فون”، وغيّر العالم الى الأبد. كان انهيار “نوكيا” مدوّياً، إذ تشير احصاءات شركة “غارتنر” الى ان الشركة الفنلندية كانت تستحوذ على 49.9 % من السوق عام 2007، ولكن هذه النسبة بدأت فوراً بالانحسار الى 43.7 % في السنة التالية ثم 41.1 % ثم 34.2 %. وفي النصف الأول من هذه السنة، لم تحظ “نوكيا” إلاّ بـ 3 % من سوق الهواتف الخليوية. كثر يلقون باللوم لهذا التدهور والانهيار، على الأقل في مراحله الأولى، على نظام تشغيل “سمبيان” الذي برمجته “نوكيا” ذاتها، إذ انه لم يكن متكافئاً بالشكل المناسب، بحسب متخصصين.
ولم يقتضِ الأمر اكثر من بضع سنوات كي تتحوّل هواتف “نوكيا” من كونها أكثر الهواتف المرغوبة، الى ان انتهى بها الأمر قابعة في الأدراج. فلماذا قررت “مايكروسوفت” إذاً إنفاق 7.2 مليارات دولار لشراء شركة يبدو انها فاشلة او في طريقها الى الفشل المحتوم؟ السبب يمكن تشبيهه بما يلي: انهما الشخصان الوحيدان في الحفلة اللذان لم يوفقا بمصادقة أحدهم الآخر. فمن ناحية، تستخدم الهواتف الذكية التي تنتجها “نوكيا” منذ مدة نظام تشغيل ويندوز فون الذي تنتجه “مايكروسوفت”، ورغم تخلّف هذا النظام عن منافسيه الرئيسيين iOS وأندرويد، فإنه يحرز مع ذلك تقدماً لا بأس به. ووفق رئيس مجلس إدارة “مايكروسوفت” ستيف بالمر، فإن الإستحواذ على “نوكيا” وجعلها جزءاً من عملاق البرمجيات الأميركية، سيمكن “مايكروسوفت” من تحسين مرونة الإبتكار في ما يخص الهواتف الخليوية.

أكتب تعليقك ورأيك