تكنولوجيا

أول سيارة جزائرية فرنسية تواجه انتقادات لاذعة

أول سيارة جزائرية ـ فرنسية تواجه انتقادات لاذعة

أول سيارة جزائرية ـ فرنسية تواجه انتقادات لاذعة

أول سيارة جزائرية فرنسية تواجه انتقادات لاذعة

كشف الستار أخيرا عن أول سيارة جزائرية، وهي سيارة رينو سامبول الفرنسية، وهي سيارة «لو كوست» (أي منخفضة التكاليف) موجهة لدول العالم الثالث، على اعتبار ان هذه السيارة التي تصنع أساسا في رومانيا وفي مصانع «داسيا» هي موجهة للسوق الأوروبية. ورغم ان تصنيع أو تركيب سيارة جزائرية كان بمثابة حلم بالنسبة لملايين الجزائريين، إلا انه جاء في توقيت فتح الباب للكثير من التعليقات الساخرة، وحتى القراءات السياسية.

الجزائر كانت قد قررت في مطلع ثمانينات القرن الماضي ان تصنع سيارة محلية، بالاستعانة بالخبرة الأجنبية، وتم اللجوء آنذاك إلى شركة «فيات» الإيطالية، وتم الاتفاق على إطلاق مشروع مشترك لإنجاز سيارة جزائرية تحمل اسم «فاتيا»، ولكن هذا المشروع مرت عليه ثلاثون سنة دون ان يرى النور، إلى أن قررت الحكومة التخلي عنه نهائيا.

ولكن منذ أربع أو خمس سنوات، أصبح إنجاز مصنع للسيارات في الجزائر حاجة ملحة، بل كان السبب في توتر غير معلن في العلاقات مع فرنسا، لأن شركة رينو أنشأت مصنعا في طنجة المغربية، وكانت الحكومة الجزائرية ترى ان هذا الخيار له خلفية سياسية، وان الحكومة الفرنسية كان بإمكانها «الضغط» على رينو من أجل إقامة مصنع في الجزائر، في حين كان الطرف الفرنسي يؤكد ان رينو شركة خاصة تقوم بخيارات وفق مصالحها وسياستها.
وفي النهاية، وبمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا ولاند إلى الجزائر في كانون الأول/ ديسمبر إلى الجزائر تم التوقيع على اتفاق بانشاء مصنع لشركة رينو بالجزائر، وذلك بعد منح الشركة تسهيلات وامتيازات، من ضمنها ان الحكومة الجزائرية لن ترخص لأي شركة أخرى لدخول السوق الجزائرية خلال خمس سنوات، وهي فترة اعتبرها البعض مبالغا فيها، فضلا عن تقديم تسهيلات لشراء سيارة رينو سامبول الجزائرية ـ الفرنسية من خلال تعاقدات إدارات وشركات تابعة للقطاع العام مع الشركة لشراء أعداد من هذه السيارة، كما ان هناك كلاما عن عودة القروض الاستهلاكية لشراء هذه السيارة بالتقسيط دون غيرها.

إقرأ أيضاً:  فيديو: سيارة تيسلا الكهربائية تركن نفسها ذاتياً

المهم ان التدشين تم بحضور وزيرين فرنسيين، هما إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد ولوران فابيوس وزير الخارجية، فضلا عن رئيس الوزراء عبد المالك سلال الذي أشرف على تدشين المصنع، إلى جانب عدد كبير من الوزراء يتقدمهم وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب.

إطلاق أول سيارة جزائرية ـ فرنسية لم يمر مرور الكرام، ففيما اعتبر البعض ان الأمر يتعلق بانجاز حقيقي طال انتظاره، فضلا عن الفترة القياسية التي رأت فيها هذه السيارة النور، راح البعض الآخر يتساءل عن سعر السيارة الذي بدا مرتفعا مقارنة بنظيرتها رومانية الصنع، وعن الفائدة من تصنيع سيارة محلية تكون أغلى من نظيرتها المستوردة. وهناك من اعتبر ان السيارة صفقة سياسية بين الجزائر وفرنسا، وان منح الشركة كل التسهيلات المعلنة ليس اعتباطيا، والبعض الآخر تساءل عن نسبة المساهمة الجزائرية في هذه السيارة، لأن الأمر حسبهم لا يعدو ان يكون مجرد تركيب.
من جهتهم راح الكثير من رواد الصفحات الاجتماعية يسخرون من السيارة إما برسمها كسيارة لنقل الموتى، أو من خلال صورة تم تداولها بكثرة تظهر فيها دمية من التي تستخدم في عمليات تجريب اصطدام السيارات «كراش تاست»، وهي تتمسك بعمود خائف من ركوب هذه السيارة.
25 ألف سيارة ستخرج سنويا من هذا المصنع، على ان يرتفع العدد إلى 75 ألفا في 2018، لكن التلفزيون الحكومي الجزائري قال ان المصنع سينتج 40 ألف سيارة، دون ان يمر ذلك بغير تعليقات ساخرة أخرى.
السيارة أثارت جدلا أيضا في فرنسا، فمارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) أبدت استنكارها الشديد لقدوم وزيرين فرنسيين للاحتفال بإطلاق سيارة رينو الجزائرية، في حين ان المصانع تغلق بفرنسا والعمال يفقدون عملهم.

أكتب تعليقك ورأيك